..
كأحد أبناء الجالية السودانية المقيمين بسلطنة عمان، نرسل أصواتنا إلى من يهمهم أمر سفارتنا فى مدينة مسقط، وشأننا كرعايا سودانيين، نمثل شريحةً بعددٍ مُقدَّرٍ في سلطنة عمان، نعمل في مجالات شتى، باذلين كل الجهود لمساعدة أهلنا وسوداننا، وممثلين لقيم بلدنا العزيز، نتعرَّض لضغوط مريرة في إجراءات معاملاتنا المدنية والمعاملات الرسمية في السفارة .. وسأروي لكم تفاصيل نموذج لما حدث اليوم الاثنين 29/6/2020..منذ أسابيع ونحن نحاول التواصل مع سفارة السودان لنحصل على تعليمات إجراءات تجديد الجوازات، لا نجد تجاوباً على الرقم المسجل في موقع السفارة..
شفهياً عن طريق سؤال المعارف، تحصلنا على رقم أحد العاملين فيها للتواصل، لنعرف كيف تكون الإجراءات، ومن ثمَّ حصلنا على إعلان فى الوسائط مرسل من السفارة، مفاده أن يأتي الشخص إلى السفارة رفقة كل أفراد الأسرة المحتاجين للإجراء، وصورة من الجوازات، وأن يكون اسمك مكتوباً باللغة الإنجليزية على صورة الجواز، ورقم التلفون..
نفذنا كل ذلك وحضرنا إلى السفارة، كثير من الأسر بأطفالهم وكبارهم ومرضاهم، فتفاجأنا بأنَّ قدومنا كان لمجرد الحصول على موعد لتحديد يوم لعمل إجراءات تجديد الجواز!! مع العلم أنَّ معظم القادمين جاؤوا من مدن تبعد ساعتين و(3) ساعات عن مسقط، مثل (ابرة) و(صحار) و(شناص) و(صور) بمن فيهم أنا وأطفالي.
وقد حصلنا على مواعيد بتاريخ يفوق الشهر والشهرين!!
حاولنا الاسترحام وتقدير ظروفنا الأسرية بمحاولة تكملة الإجراءات، وقابلت أنا مدير الجوازات بالسفارة، الذي أفادني بجفاء أنَّه لا يملك غير موظف واحد في السفارة يقوم بكل المعاملات، لذلك هو يقوم بالإجراء لـ (10) أشخاص فقط في اليوم..
قرَّرنا نحن المتواجدون في السفارة حينها كتابة مذكرة ورفعها للسفير، ليقوم بأي إجراء من شأنه تخفيف معاناة الناس من تعقيدات المعاملات، ورفعناها للسفير عن طريق سكرتير مكتبه الذي عاد إلينا بلا رد واضح، ولم يكلمنا السفير، ولم يعبرنا أحد، ولم يواسينا أحد، أو يطيب خاطرنا ولو بكلمة..
نتساءل ونحاول أن نفهم ما يجري في سفارتنا من تعقيدات عمل وصعوبة في الإجراءات: لماذا لا يوجد لدينا نظام تسجيل وتواصل شأننا شأن كل سفارات الدول الأخرى؟!
ولماذا يعمل موظف واحد بالسفارة (كما تفضل المقدم عيسى مدير الجوازات بإفادتنا)، ليقوم بكل المعاملات؟! علماً بأنَّ عدد المقيمين في سلطنة عمان يتجاوز المئات بل الآلاف..
نحن إذ نكتب نحاول إيصال صوتنا لمن يهمهم أمرنا، ولربَّما كثير من السفارات السودانية حول العالم تعاني الأمَّرين مثلنا،
ونتساءل، ونسأل الإخوة في وزارة الخارجية: أما آن الأوان لنرتقي إلى مستوى الطموح والبذل والعطاء الذي يقدمه هذا الشعب الصابر في كل بقعة من العالم؟
ولكم شكرنا
د. غادة عثمان |